شدّد وزير الثّقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، خلال افتتاحه متحف "الحديد والشظايا" للفنان شارل نصار في بلدة رمحالا- قضاء عاليه، على "أنّنا ما زلنا على خطّ النّار، واستقرارنا الاجتماعي مستهدَف بقوّة، فما لم يفلح العدو في تحقيقه بإرهابه العسكري، يريد تحقيقه بإرهابه الفكري والأيديولوجي. ورمحالا رأس رمح في هذه المواجهة، ونحن الى جانبها صفًّا واحدًا في معركة حفظ الصّيغة اللّبنانيّة سبب كينونة هذا الوطن وضمانة استمراره بركنيها: العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيّين، والقيم الأخلاقيّة والإيمانيّة الجامعة".
وأشار إلى أنّ "ركنَي صيغتنا اللّبنانية وهما العيش الواحد والقيم الجامعة مستهدفان. الثّانية، وهي قيمنا الأخلاقيّة والإيمانيّة، مستهدفة بترويجٍ للشذوذ الجنسي، يتلطّى بعناوين برّاقة كالحريّات والتّحضّر والحداثة، وما هي إلّا محاولات من شياطين الأرض وأعداء الإنسانيّة، ترمي الى هدم قيمنا، سبب صمودنا وأساس خلاصنا"، مؤكّدًا أنّ "محاولاتهم ستتكسّر بإذن الله على صخرة تضامننا وتعاوننا كلبنانيّين، يجمعنا ما لا يمكنهم تفريقه، وهو إيماننا بالله وبلبنان هذا الوطن العظيم".
وأوضح المرتضى أنّهم "يستهدفون أيضًا الرّكن الآخر من ركنَي الصّيغة اللّبنانيّة الفريدة المتمثّل بقرار العيش معًا. يستهدفون هذا الرّكن من خلال التّحريض على مبدأ العيش الواحد، فيصوّرونه تجربةً فاشلةً ميؤوسًا من صلاحها، ويزرعون في الذّهن أنّ ما على المسيحيّين تحديدًا إلّا أحد خيارين: إمّا الهجرة لبناء مستقبل خارج، أو الانعزال والتّقوقع في كيان داخلي خاص بهم؛ ويزوّقون طرحهم الأخير هذا بعناوين جذّابة كالفدرلة أو غيرها".
وركّز على أنّ "أوّلُ قاعدة في درس حِفظ التّنوّع، أن يقبل كلّ واحد منّا الآخر كما هو، لا كما نريده نحن أن يكون، وأن نحبّه كما هو، لا كما نريد نحن له أن يصير. نحنُ بهذه القاعدة نصونُ أنفسنا أوّلًا على مبدأ المعاملة بالمثل على أقلّ تقدير، وعلى مبدأ الخير الاجتماعي العام الّذي لا يتحقّق إلّا بالسلام والوئام النّابعَين من قَبول الآخر لنا وقبولنا له، ومحبّة بعضنا بعضًا كأعضاء في جسد واحد؛ هو هذا الوطن العظيم".